ظاهرة العنصرية الآخذة في الانتشار والتطرف، تفرق وتوسع الهوة بين اطياف المجتمع الاسرائيلي، والواقع الاجتماعي السياسي يشكل تربة خصبة لانتشارها. ظاهرة العنصرية هي من الاشكال الأكثر تطرفاً للتمييز, وكبقية أشكال التمييز الأخرى فهي تمنع شرائح مختلفة في المجتمع من الحصول على حقوقها بشكل متساوي، ومع ذلك فهي تختلف بكونها تترافق عادة بمشاعر معادية تجد لها منبراً في الفضاء الشخصي والعام. ويتم تعزيزها عبر التحريض الذي يخلق الكراهية ويبرر العنف ضد كل من كان مختلفاً أو كانت مختلفة – من أفراد أو جماعات عرقية، أو اجتماعية، أو جندرية او قومية أو غيرها. تقع المسؤولية والواجب في القضاء على هذه الظاهرة علينا جميعاً، كل واحد وواحدة منا بالوسائل المتوفرة له.
في كلية آدم نؤمن أن التربية للاعتراف الفعلي بحقوق متساوية لكل إنسان، وكل مجموعة ثقافية وكل شعب بالحرية، منذ جيل مبكر، هو المفتاح لاستئصال ظاهرة العنصرية والتحريض, هذه الاعتراف معناه المساواة في قيمة الانسان رغم الاختلاف في جوانب هويته. هذه العملية المستمرة من التربية للديمقراطية وحقوق الانسان من شأنها دعم التعامل باحترام ومساواة بين الطلاب وبين أنفسهم، وبين الطلاب ومعلميهم وبين الطلاب والبيئة من حولهم في كل وقت ومكان.
يصادف هذا الاسبوع اليوم العالمي لمناهضة التمييز العنصري في 21 آذار والذي يصادف ايضاً يوم الاعتدال الربيعي – والذي يرتبط بالفعل بالحاجة الأخلاقية الحقيقية للمساواة بين جميع البشر دون علاقة باختلاف الدين او العرق أو الجنس، كما ورد في وثيقة الاستقلال لدولة اسرائيل.
توفر كلية آدم عدداً من البرامج للتعامل مع ظاهرة العنصرية بشكل تربوي، وتستخدم هذه البرامج في حوالي 80 مدرسة اعدادية وثانوية، يهودية وعربية منذ عام 2012. في هذه البرامج تتم دعوة المعلمين للتعلم ولتعليم الطلاب حول الفرق بين التمييز والعنصرية، وما هي عوامل انتشار هذه الظواهر بشكل عام وفي دولة اسرائيل بشكل خاص، وكيف يمكن منعها. كل واحد من البرامج المعروضة فيما يلي يتعامل مع هذه المهمات بطريقة مختلفة، ويركز على زاوية مختلفة من أساليب الحوار والتطبيقات التربوية.
من أجل الحوار – التعامل التربوي مع ظاهرة العنصرية: في هذا البرنامج يتعلم الطلاب النظريات الأساسية لتفسير ظاهرة العنصرية، ويساعد البرنامج الطلاب على صياغة نشاطات وقائية في مجتمع المدرسة، أو في فضاءات أخرى يختارونها.
قوّة الكلمة – التربية بهدف الدفاع عن حريّة التعبير والتعامل مع التحريض والعنصريّة: في هذا البرنامج الذي أعد بالتعاون مع جمعية حقوق المواطن، يتعلم الطلاب بتوسع عن اهمية حرية التعبير وعن الفرق بين التعبير المشروع وبين التعبير الممنوع في الديمقراطية. وفي هذا السياق يتعلمون التمييز بين حرية التعبير والتحريض على العنصرية، وفي سياق مختلف يتعلمون الأسباب الخاصة لحماية حرية التعبير في الفنون وفي الفضاءات الاكاديمية. يسمح البرنامج للمعلمين من تخصصات التعليم المختلفة باستخدام الموضوع وربطه بتخصصات معرفية محددة.
دمج القيم ومواجهة العنصرية في تعليم المجالات المعرفية – برامج تدريس سماعية على موقع “النت” التابع لوزارة التعليم: سلسلة من أربع محاضرات مصورة لمعلمين حول ماهية العنصرية وحول طرق التربوية لمعالجتها وكذلك التعرف على نصوص وبرامج تدريسية يمكنهم ملائمتها لتخصصاتهم التعليمية.
“نعم لكرامة الانسان ولا للعنصرية” – لا يركز البرنامج على مواجهة ظاهرة العنصرية القائمة بل على تجنبها. الفكرة الأساسية للبرنامج هي أن التربية للاعتراف بالآخر وبكرامته هي الأساس الأكثر أهمية لمنع العنصرية. الطلاب الذين يتم تثقيفهم للاعتراف بكرامة جميع البشر يمتنعون بأنفسهم عن انتهاج سلوك عنصري، وهم يطورون أيضاً حساسية لظاهرة العنصرية عندما يصادفونها.
برامج إضافية للمدارس الأساسية ولروضات الأطفال يمكن العثور عليها على موقع كلية آدم.