alef_bet_arabic_thumbمبادئ البرنامج الأساسية

لتحميل الكتاب

يُعتبر كتاب التربية للديمقراطية للأجيال الشابة تطويرًا خاصًا ومميزًا لبرنامج تربوي يهدف إلى تجذير مفاهيم أساس ديمقراطية وطرق لتطبيقها. البرنامج مُعدّ للأطفال والأولاد في التربية قبل الابتدائية والابتدائية وللطواقم التربوية المرافقة لهذه البرامج.

التربية للديمقراطية، بحسب مدارك ومفاهيم كلية آدم، هي التربية من أجل الاعتراف بالحق المتساوي للحرية لكلّ إنسان. هذه المنظومة تؤسّس للبرنامج وتستند إلى الافتراض بأنّ كلّ طفل وولدٍ، منذ لحظة ولادته، هو إنسان يجب ضمان حقّه في الحرية. ويملك الطفل القدرة، التي تتطوّر حسب مراحل نموّه، على أن يكون ذا وعي لحريته، وأن يحافظ عليها، إضافةً إلى تطوير مدارك منبنية على المساواة فيما يخصّ حقوق الآخر. ومن هنا فإنّ هدف البرنامج هو تشجيع المتتلمذين الصغار على أن يتحوّلوا إلى شركاء ناشطين في ممارسة مبدأ الحقّ المتساوي في الحرية، من خلال تطوير تفكير مركّب بصدد هذا الحقّ. وفي سبيل المساعدة على فهم الفكرة وتذويتها، يُترجم هذا المبدأ إلى مفاهيم بسيطة وذات علاقة بواقع الأولاد والأطفال (في الحضانات والمدارس والبيت والمجتمع).

ينبع البرنامج من نهج تربويّ إنسانيّ وتعدّديّ يدمج ويربط بين التربية للديمقراطية والتربية الخلاقة. ويتمّ التدريس في إطار نشاطات في ورشات عمل وبواسطة وسائل متنوّعة من مجالات الأدب والدراما والموسيقى واللعب والإبداع.

مبنى الكتاب

يشتمل البرنامج على ثمانية فصول مركزية؛ كلّ فصل من هذه الفصول مُكرّس لمضمون ديمقراطي مركزيّ. تظهر في بداية كلّ فصل خلفية نظرية قصيرة تعرض الموضوع ومن بعدها سلسلة فعاليات مبنية بشكل تدريجي، بحيث تتطرّق إلى المسألة الديمقراطية المطروحة في الفصل.

تُشكل فعالية البداية أرضية تحتية من المفاهيم للبرنامج كلّه، ومن خلالها يتم التعارف الأوليّ بين الأطفال والأولاد وبين مفهوم “الديمقراطية”.

الباب الأول يؤسّس لـ الاعتراف بالحق المتساوي في الاختلاف ويتطرّق إلى الاعتراف بالفرد، بدءًا باسمه وبمميّزات منظره الخارجي، مرورًا بذوقه وتفضيلاته وأحاسيسه، وانتهاءً بطرق التعبير عنها. والافتراض هو أنه في حالة التقى الفرد بنفسه وتعرّف إلى أعضائه المختلفة وتعلّم قبولها، فإنه سيفهم، أيضًا، أنّ الآخر مختلف عنه، إلا أنه يتشابه معه في كلّ واحد من هذه الأعضاء. وهكذا يصير بوسع الفرد تطوير حساسية واستعداد لتقبّل الآخر بأعضائه المختلفة وأعضائه المتشابهة مع أعضائه.

يتطرّق الباب الثاني إلى قيمة المساواة. ويهدف هذا الفصل إلى توضيح مسألة أنّ من حقّ كلّ إنسان ومن واجبه ممارسة حريته وتحقيق احتياجاته من دون أن يتعرّض للتمييز. الرسالة التربوية الكامنة في صلب هذا الفصل هي “أنا أختلف عن صديقي أو أتشابه معه، كما أنه يختلف عني أو يتشابه معي- وبهذا نحن متساويان”. إدراك المساواة من خلال الاختلاف يعني أنّ الاعتراف بالاختلاف عند كلّ واحد منا، وتقبّله، يُمكّناننا من الحفاظ على حريتنا وحقوقنا واحتياجاتنا ومكانتنا، وتلك التي لغيرنا، أيضًا. ويقوم الأطفال والأولاد بتفحّص مدارك المساواة المختلفة، وإجراء فصل بين التمييز القيميّ والتمييز الرياضيّ وبين القوانين المبنية على المساواة وتلك غير المبنية على المساواة، كما سيتعلمون طرقَ مواجهة ممكنةٍ لوضعيّات من عدم المساواة.

الباب الثالث مخصّص لـ التقاء المختلفين ولـ تقبّل المختلف. وبعد أن يتقوّى الفرد ويتلقى الدعم اللازم لاختلافه وتميّزه، يمكن البدء في تفحص معنى المختلفين (الآخرين) بالنسبة له، واقتراح طرق عليه للتعامل معهم. وتتم عملية التعلّم في الفصل تدريجيًا: في البداية سينشغل الأطفال في التعرّف على الاختلاف، وفي تفحّص الخوف من المختلف وفي تأثير الأفكار المسبقة والنمطيات الفكرية على تقبّل هذا الاختلاف؛ الافتراض هو أنّ الوعي المتطوّر لرؤية الاختلاف عند الآخر، سيُمكّن، لاحقًا، من التعامل مع الاختلاف، ومن تقبّله وإيجاد أفق لتسيير علاقات متبادلة تحافظ على الحقوق المتساوية لكلّ فرد.

بعد أن واجه الفردُ اختلافه واختلاف الآخر، فإنه سيكون ناضجًا بما يكفي لتفحّص أنواع أخرى من اللقاءات، ولتفحّص الأسباب من وراء هذه اللقاءات ونتائجها المحتملة. وتُدرّس وعورة الالتقاء بين المختلفين من خلال تجسيد وضعيات تخلق فيها الأفكار المسبقة اغترابًا وخوفًا- مما يؤدي إلى نشوء موانع أمام التقرب.

وتؤسّس الأبواب الثلاثة الأولى للأرضية اللازمة لتذويت المدارك الديمقراطية، ولذلك فإنّ عدد الفعاليات في هذه الأبواب كبير؛ كما أنّ تذويت المدارك الديمقراطية هو عملية حتمية للاستمرار في دراسة المبادئ الديمقراطية وللتوسّع في مواضيع إضافية.

يتطرّق الباب الرابع- العلاقات بين الأغلبية وبين الأقلية إلى المعاني القيمية الخاصة بالمفاهيم وبالعلاقات المتبادلة بينها، في مقابل المبدأ المُوجّه بالاعتراف بالحقّ المتساوي في الحرية. وقد أستخدمت في جدالات كثيرة حول الديمقراطية مفاهيم “الأقلية” و”الأغلبية” على أنها مفاهيم تُعرّف وتجزل المدارك الديمقراطية. وعليه فإنّ الفعاليات ستتركز في تجسيد أنواع العلاقات التي بين الأغلبية والأقلية وفي معانيها. وستعامل الأطفال والأولاد مع السؤال: متى يكون حسم الأغلبية شرعيًا ومتى يكون غير شرعي، وسيقومون بتفحّص وضعيّات مختلفة تستدعي حسم الأغلبية.

يتطرّق الباب الخامس لـ الحقوق. هناك الكثير من الموجّهين والمتتلمذين الذين يواجهون الصعوبات والأسئلة بصدد مفاهيم “الحق”، “الإرادة” و”الواجب”؛ ويحاول هذا الفصل توفير ردٍ على هذه الأسئلة وتنوير معاني المفاهيم. وتتطرق الفعاليات في الفصل إلى مسألة حقوق الطفل في مقابل حقوق البالغ، من خلال تدريس “ميثاق حقوق الطفل في إسرائيل”؛ وستُفحص مسألة المسؤولية عن ممارسة الحقوق والحفاظ عليها، وسيُطرح السؤال: كيف يجب التصرّف في وضعية تضارب بين الحقوق؛ وسيقوم الأطفال والأولاد بالفصل بين الطرق الديمقراطية وبين الطرق غير الديمقراطية في مواجهة التضارب بين الحقوق، من خلال التمرّن على وضعيات مختلفة.

ستُفحص في الباب السادس إمكانيات تطبيق المدارك الديمقراطية من خلال استيضاح جوهر الاتفاق المنصف. ويهدف هذا الباب إلى دفع الفهم بأنّ الاتفاق المنصف يمكّن من الحفاظ على حقوق كل الأفراد في ممارسة حرياتهم. وسيستوضح الأولاد الحاجة إلى اتفاق من خلال تجريب مهمّات تتطلّب تعاونًا، وسيقومون بتفحّص الأفضليات والنواقص والصعوبات الكامنة في العمل المشترك. كما سيُفحص السؤال: ماذا يحدث لحريات الفرد عند التقاء حريات الآخرين وكيف يمكن ممارسة الحرية الفردية في حالة وجود رغبات متناقضة في المجتمع.

 يتطرّق الباب السّابع إلى عمليات فضّ النزاعات. ويستند هذا الباب على الاعتراف بالحاجة إلى اتفاق منصف لترتيب العلاقات بين بني البشر في المجتمع الديمقراطي. وفي البداية ستُفحص العلاقة بين تقبّل المختلف وبين تشكّل الخلافات والنزاعات؛ وبعد ذلك سيجرّب الأطفال والأولاد عملية استيضاح الاحتياجات كطريقة للدفع باتجاه إيجاد حلول، وسيتمرّنون على المرحلة الانتقالية من “موقف” إلى “حاجة”. ويُعرض في هذا الباب عدد من الطرق لفضّ النزاعات بطرق سلمية، من خلال تجريب وضعيات تستوجب إيجاد الحلول. كما سيُمكّن الاستيضاح المعمّق لمفهوم الإنصاف من فحصه كأداة مركزية لفحص الحلول.

يتطرّق الباب الثامن والأخير إلى جوهر القانون في المجتمع الديمقراطي. فالقانون أعِدّ لحماية الشركاء في الاتفاق الديمقراطي، ولذلك فإنّ الفعاليات فيه ستتطرّق إلى تعريف مفهوم القانون كجزء من مركّبات المدارك الديمقراطية. وسيستوضح الأطفال والأولاد الحاجة للقوانين وأهدافها وسيتدربون على الفصل بين أنواع مختلفة من القوانين. وبعد تذويت مبدأ المساواة أمام القانون سيُجرى نقاش حول المبادئ التي في أرضية القانون الديمقراطي؛ ونهايةً، ستُفحص عملية القضاء المنصف والعادل كمُميّز مركزي للقانون الديمقراطي، وسيُفحص ارتباطه بفكرة المساواة أمام القانون.